2007-10-17
زيد بن حارثة بلواء المهاجرين سعد بن عبادة بلواء الانصار
معركة بدر - معركة أحد - معركة الخندق - معركة مؤتة - فتح مكة - معركة حنين - معركة تبوك
غزوة الأحزاب و كما تدعوها كتب السيرة غزوة الخندق
البداية
لما علم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالأمر ، استشار أصحابه وقادته في الحرب ، فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر خندق في مشارف المدينة ، فاستحسن الرسول والصحابة رأيه ، وعملوا به . كما أن يهود بني قريظة مدوا لهم يد المساعدة من معاول ومكاتل بموجب العهد المكتوب بين الطرفين . واستطاع المسلمون إنهاء حفر الخندق بعد مدة دامت شهرا من البرد وشظف العيش .
حفر الخندق
بدت طلائع جيوش المشركين مقبلة على المدينة من جهة جبل أحد ، ولكنهم فوجئوا بوجود الخندق ، حيث أنهم ما كانوا متوقعين هذه المفاجأة.
نقض العهد من بني قريضة
وأخيرا ، جاء نصر الله للمؤمنين . فقد تفككت روابط جيش المشركين ، وانعدمت الثقة بين أطراف القبائل ، كما أرسل الله ريحا شديدة قلعت خيامهم ، وجرفت مؤنهم ، وأطفأت نيرانهم ، فدب الهلع في نفوس المشركين ، وفروا هاربين إلى مكة .
وحين أشرق الصبح ، لم يجد المسلمون أحدا من جيوش العدو الحاشدة ، فازدادوا إيمانا ، وازداد توكلهم على الله الذي لا ينسى عباده المؤمنين .
النصر
كان له صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق العديد من المعجزات منها:
صخرة الخندق
كانت في سنة خمس من الهجرة، جمعت قريش العرب وحرضت الناس على حرب رسول الله وكان (صلى الله عليه وآله) أجلا بني النضير وهم بطن من اليهود من المدينة وساروا إلى خيبر فخرج رئيسهم حي بن أخطب إلى قريش بمكة وعاهدهم على حرب النبي وقال لهم: إنه قد بقي من قومه سبعمائة نفر في المدينة وهم بنو قريضة وبينهم وبين محمد عهد وميثاق وأنه يحملهم على نقض العهد ليكونوا معهم، فسار معه أبو سفيان وغيره من رؤساء قريش في قبائل العرب حتى اجتمع على قتال النبي قدر عشرة آلاف مقاتل من قريش كنانة والأقرع بن حابس في قومه، وعباس بن مرداس في بني سليم، فبلغ ذلك رسول الله فاستشار أصحابه وكانوا سبعمائة رجل فأجمع رأيهم على المقام في المدينة وحرب القوم إذا جاءوا إليهم فقبل منهم النبي ذلك، فقال سلمان: يا رسول الله إن القليل لا يقاوم الكثير، قال: ماذا نصنع؟ قال: نحفر خندقاً يكون بينك وبينهم حجاباً فيمكنك منعهم المطاولة ولا يمكنهم أن يأتونا من كل وجه فإنا كنا معاشر العجم في بلاد فارس إذا دهمتنا دهماء من عدونا نحفر الخنادق فتكون الحرب من مواضع معروفة فنزل جبرائيل على رسول الله فقال: أشار سلمان بالصواب فأمر (صلى الله عليه وآله) بمسحه من ناحية أحد إلى رانج وجعل على كل عشرين خطوة وثلاثين خطوة قوماً من المهاجرين والأنصار يحفرونه فأمر وحملت المساحي والمعاول وبدأ رسول الله بنفسه وأخذ معولاً فحفر في موضع المهاجرين وأمير المؤمنين ينقل التراب من الحفرة حتى عرق رسول الله وعي وقال: لا عيش إلاَّ عيش الآخرة، اللهم اغفر للأنصار والمهاجرين.
فلمّا نظر الناس إلى رسول الله يحفر اجتهدوا في الحفر ونقل التراب فلما كمل الخندق أقبلت قريش ومعهم اليهود، فلما نزلوا العقيق جاء حي بن أخطب إلى بني قريضة في جوف الليل وكان موضعهم من المدينة على قدر ميلين وهو الموضع الذي يسمى ببئر بني المطلب، وكان لهم حصن قد أغلقوه وتمسكوا بعهد رسول الله فدق باب الحصن فسمع كعب بن أسيد فقال له: من أنت؟ قال: حي بن أخطب قد جئتك بعز الدهر، فقال كعب: بل جئتني بذل الدهر، فقال: يا كعب هذه قريش في قادتها وسادتها قد نزلت الرعاية وهذه سليم وغيرهم قد نزلوا حصن بني ذبيان ولا يفلت محمد وأصحابه من هذا الجمع أبداً فافتح الباب وانقض العهد بينك وبين محمد فطال بينهما الجدال حتى أمر كعب بفتح باب الحصن فدخل حي بن أخطب، فقال: ويلك يا كعب انقض العهد الذي بينك وبين محمد ولا ترد رأيي فإن محمداً لا يفلت من هذا الجمع أبداً فإن فاتك هذا الوقت لم تدرك مثله أبداً، واجتمع كل من كان في الحصن من رؤساء اليهود فقال لهم كعب: ما ترون؟ قالوا: أنت سيدنا والمطاع فينا وصاحب عهدنا وعقدنا فإن نقضت نقضنا معك، وإن أقمت أقمنا معك وإن خرجت خرجنا معك.
وقال زهير بن ناطا ـ وكان شيخاً كبيراً مجرباً قد ذهب بصره ـ: قرأت في التوراة التي أنزلها الله: يبعث نبي في آخر الزمان يكون مخرجه بمكة ومهجره إلى المدينة يركب الحمار العري ويلبس الشملة ويجتزئ بالكسيرات والتميرات وهو الضحوك القتال في عينيه حمرة وبين كتفيه النبوة يضع سيفه على عاتقه لا يبالي بمن لاقى يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر فإن كان هذا هو فلا يهولنه هؤلاء وجمعهم ولو نرى على هذه الجبال الرواسي لغلبها، فقال حي: ليس هذا ذاك. ذلك النبي من بني إسرائيل وهذا من العرب من وُلد إسماعيل ولا يكون بنو إسرائيل أتباعاً لولد إسماعيل أبداً لأن الله قد فضلهم على الناس جميعاً وجعل منهم النبوة والملك، وقد عهد إلينا موسى أن لا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار وليس مع محمد آية وإنما جمعهم جمعاً وسحرهم ويريد أن يغلبهم بذلك فلم يزل حي يقلبهم عن رأيهم حتى أجابوه وأخرجوا له كتاب العهد الذي كان بينهم وبين رسول الله فمزقه وقال: تجهزوا للقتال، ورجع إلى قريش وأخبرهم بنقض بني قريضة العهد ففرحوا بذلك وجاء نعيم بن مسعود إلى رسول الله وكان قد أسلم قبل قدوم قريش واليهود فأذن له فجاء إلى أبي سفيان وقال: بلغني أن محمداً قد وافق اليهود أن يدخلوا بين عسكركم ويميلوا عليكم ووعدهم أن يرد عليهم جناحهم الذي قطعه بنو النظير وقينقاع فلا يدخلوا عسكركم حتى تأخذوا منهم رهناً من الرجال لتأمنوا مكرهم وغدرهم، فقبل منه أبو سفيان ذلك وأخبر قريشاً فصمموا على أخذ الرهن من اليهود، وجاء نعيم إلى بني قريضة فقال لكعب: تعلم مودتي لكم وقد بلغني أن أبا سفيان قال نخرج هؤلاء اليهود ونضعهم في نحر محمد فإن ظفروا كان الذكر لنا دونهم وإن كانت علينا كانوا هؤلاء مقاديم الحرب فخذوا منهم رهناً عشرة من أشرافهم يكونون في حصنكم إن لم يظفروا بمحمد يردوا عليكم بين محمد وبينكم لئلا يغزوكم محمد ويقتلكم إن ولت قريش فقالوا: أحسنت وأبلغت في النصيحة لا نخرج حتى نأخذ منهم رهناً ولم يخرجوا.
وأقبلت الأحزاب فهال المسلمين أمرهم وكان أكبر همٍّ دخل المسلمين أن عمرو بن عبد ودّ العامرين الذي كانت العرب تضرب بشجاعته المثل كان مع المشركين وكان عدد المشركين ثمانية عشر ألفاً والمسلمون ثلاثة آلاف والمسلمون كأن على رؤوسهم الطير لمكان عمرو، وكان النبي يدعو الله على الأحزاب بالهزيمة ويشجع المسلمين وأقبل عمرو بن عبد ود مع جمع من الفوارس منهم عكرمة بن أبي جهل وضرار بن الخطاب وهبيرة بن أبي وهب ومرداس الفهري ونوفل بن عبد الله، ولما رأوا الخندق قالوا: مكيدة ما كانت العرب تكيدها، ثم ضربوا خيولهم فاقتحمت بهم الخندق وجاءت بهم فيما بين الخندق وسلع والمسلمون وقوف لا يقدم أحد منهم عليهم وجعل عمرو بن عبد ودّ يدعو إلى البراز ويُعرض المسلمون فركز رمحه في الأرض وأقبل يجول جولة ويرتجز ويقول:
ولقد بححت من النداء بجمعكم هل من مبارز ووقفت إذ جبن الشجاع مواقف القرم المناجز
إني كذلك لم أزل متسرعاً نحو الهـــــــــزاهر إن الشجاعة في الفتى والجود من خير الغرائز
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من لهذا الكلب. فلم يجبه أحد من المسلمين.
قال الكراجكي (رحمه الله): قال النبي ثلاث مرات: أيكم يبرز إلى عمرو وأضمن له على الله الجنة. وفي كل مرّة كان يقوم علي (عليه السلام) والقوم ناكسي رؤوسهم.
قال: علي بن إبراهيم فوثب إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: أنا له يا رسول الله، فقال: يا علي هذا عمرو بن ود فارس بليل، قال (عليه السلام): وأنا علي بن أبي طالب، فقال له رسول الله: ادن مني فدنا منه فعمّمه بيده ودفع إليه ذا الفقار وقال: اذهب وقاتل بهذا، وقال: اللهمَّ احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته. فمر أمير المؤمنين يهرول وهو يقول:
لا تعجلن فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز ذو نـية وبصيرة والصدق منجي كل فائز
إني لأرجو أن أقيم عليك نائحة الجـــــــنائز من ضربة نجلاء يبقى صيتها بعد الهزائز
قال عمرو: ومن أنت؟ قال: أنا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله وختنه، فقال: والله إن أباك كان لي صديقاً وإني أكره أن أقتلك ما آمن ابن عمك حين بعثك إليّ أن أختطفك برمحي هذا فأتركك بين السماء والأرض لا حي ولا ميت، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): قد علم ابن عمي أنك إن قتلتني دخلت الجنة وأنت في النار وإن قتلتك فأنت في النار وأنا في الجنة، فقال عمرو: كلتاهما لك يا علي تلك إذن قسمة ضيزى، فقال له: دع عنك هذا يا عمرو إني سمعتك وأنت متعلق بأستار الكعبة تقول: لا يعرض عليّ أحد بثلاثة خصال إلاَّ أجبته إلى واحدة منها وأنا أعرض عليك ثلاث خصال فأجبني إلى واحدة! فقال: هات يا علي، فقال: الأولى: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، قال: نحِّ عني هذا، قال فالثانية: أن ترجع وترد هذا الجيش عن رسول الله فإن يك صادقاً فأنتم أعلا به عيناً وإن يك كاذباً كفتكم ذؤبان العرب أمره، فقال: إذن تتحدث نساء العرب بذلك وتنشد الشعراء بأشعارها أني جبنت عن الحرب ورجعت على عقبي وخذلت قوماً رأّسوني عليهم، فقال له أمير المؤمنين: فالثالثة: أن تنزل إليّ فإنك راكب وأنا راجل حتى أنابذك، فوثب عن فرسه وعرقبه وقال: هذه خصلة ما ظننت أحداً من العرب يسومني عليها.
ثم بدأ فضرب أمير المؤمنين بالسيف على رأسه فاتقاه أمير المؤمنين بالدرقة فقطعها وثبت السيف على رأسه، فقال له أمير المؤمنين: يا عمرو أما كفاك أني بارزتك وأنت فارس العرب حتى استعنت علي ظهير فالتفت عمرو إلى خلفه فضربه أمير المؤمنين مسرعاً على ساقيه فقطعهما جميعاً وارتفعت بينهما عجاجة فقال المنافقون: قتل علي بن أبي طالب، ثم انكشفت العجاجة وإذا أمير المؤمنين على صدر عمرو قد أخذ بلحيته يحز برأسه، فلما ذبحه أخذ رأسه وأقبل إلى رسول الله والدماء تسيل على رأسه من ضربة عمرو وسيفه يقطر منه الدم وهو يقول والرأس بيده:
فقال رسول الله: يا علي ماكرته؟ فقال: نعم يا رسول الله الحرب خديعة.
قال: جماعة، منهم الكراجكي: فلما برز أمير المؤمنين إلى عمرو قال رسول الله: برز الإيمان كله إلى الشرك كله، فما كان أسرع إلى أن صرعه علي وجلس على صدره فقال له لما همّ أن يذبحه: يا علي قد جلست مني مجلساً عظيماً فإذا قتلتني فلا تسلبني حلتي، فقال: هي أهون علي من ذلك، وذبحه وأتى برأسه إلى النبي فاستقبله (صلوات الله عليه وآله) وجعل يمسح الغبار عن عينيه وقال له: يا علي لو وزن اليوم عملك بعمل جميع أمة محمد وذلك أنه لم يبق بيت من المشركين إلاَّ وقد دخله ذلّ بقتل عمرو ولم يبق بيت من المسلمين إلاّ وقد دخله عز بقتل عمرو. أما أصحاب عمرو الذين كانوا معه لما رأوا ما حل بصاحبهم انهزموا حتى اقتحمت خيولهم الخندق وتبادر أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) ينظرون إليهم فوجدوا نوفل بن عبد الله في جوف الخندق لم ينهض به فرسه فرموه بالحجارة فصاح قتله أجمل من هذه فنزل إليه أمير المؤمنين فقتله ولحق هبيرة وضرب قربوس سرجه وسقطت درع كانت له ونجى البقية فلما رآهم قومهم وهت عزائمهم ولم يجدوا بداً من الهزيمة والفرار كما قال الله تعالى: (وردّ الله الذين كفروا بغيظهم وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قوياً عزيزاً).
ولما نعي عمرو إلى أخته شقت جيبها وجاءت إلى مصرعه وجلست عند رأسه فلما نظرت إليه غير مسلوب قالت: من قتله؟ فقيل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأنشدت:
لو كان قاتل عمرو غير قاتله لكـــنت أبكي عليه دائم الأبد
لكن قاتله من لا يعـــــــاب به وكان يدعى أبوه بيضة البلد
ووقع الوهن في المشركين وكفى الله المؤمنين القتال بعلي.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment